تعتبر فعالية معرض ومؤتمر إكسير الحياة الأولى من نوعها في المنطقة والتي تتناول موضوع الرفاهية والصحّة التكامليّة والتي تشتمل على الصحّة النفسية والجسدية، وبشكل علمي عملي حيث يلقي الضوء على أهم متطلبات عيش الحياة بجودة عالية ورفاهية نفسية تنعكس على الجسد بالصحّة والسلامة. وذلك من خلال الأوراق العلمية المتناولة والتي تطرح مواضيع غاية في العمق والأهمية لكل إنسان يعيش الحياة الحديثة، بما تتميز به من ضغوط ومتطلبات وسرعة في التغيّر والتقلّب، وكذلك بما فيها من رفاهية ماديّة زائفة أدت إلى تدني مستوى الصحة النفسية وبالتالي الجسدية، حتى باتت الأمراض النفسية والجسدية في انتشار متسارع. فرغم ما قدمته هذه الحياة من رفاهية مادية إلا أنها سلبت من البشر رفاهيتهم النفسية وباتت حياتهم مهددة وسعادتهم منقوصة لأن أغلبهم باتوا يعتمدون رفاهية زائفة ومؤقتة على حساب الرفاهية التكاملية الدائمة والحقيقية.

وهنا تأتي أهمية هذه الفعالية والتي تتضمن معرضاً ومؤتمراً يلقيان الضوء على أهم جوانب الحياة ذات الجودة والرفاهية النفسية، والمحققّة للصحّة المستدامة والحيويّة والشباب المتجدّد، لا سيّما الحياة الملهمة المنجزة والمتوازنة. وبهذا فإنّ المعرض يشتمل على جزئين أساسيين، الأوّل منهما يحتوي على مشاركات من عدد من جمعيّات النفع العام في دولة الكويت حيث سيتم دعوتها لعرض خدماتها المجتمعيّة، وتقديم دورها الفعّال في التّعامل وحل المشاكل المتعلّقة بعدد من الفئات المجتمعيّة ممّا يفعّل دورهم في خدمة المجتمع ودفع عجلة التقدّم، كأفراد داعمين ومنجزين في جميع مجالات الإبداع و التطوّر، من تلك الجمعيّات ما يتعلّق بالأسرة و المرأة و التربية و الشباب و آفة المخدّرات و غيرها مما يتعلّق بأفراد يشكّلون عماد المجتمع و بناء بلدنا الغالي. أمّا الجزء الثاني من المعرض فهو يشتمل على معروضات تلبّي مواد وعلاجات لاسترخاء الجسم كالصّابون والشّموع والزّيوت العطريّة وشاي الأعشاب والأحجار الكريمة والزّهور والنّباتات والعطور وغيرها من صناعات محليّة من قبل من يعشقون صنعها واتقانها ويتكاملون معنا في هذه الفعّاليّة المتميّزة.

وكذلك فإن المواضيع المتناولة في المؤتمر تؤدي إلى فهم حقيقي لحياة الإنسان والقائمة على أسس الرفاهية النفسية الحقيقية النابعة من فطرة الإنسان التي فطره الخالق سبحانه وتعالى عليها، تلك الفطرة التي هي أساس صحته وسعادته حيث تعيد هذه الفعالية بوصلة الحياة الحقيقية للإنسان في اتجاهها الصحيح، والتي تضمن ممارسته لرسالته في الحياة لتعمير الأرض. حيث يتحقّق ذلك وكما سيوضّح في المؤتمر من خلال فهم الذات ومتطلباتها ومراعاة خصوصيتها وتميّزها من جهة، ومن جهة أخرى فهم العقل وكيفيّة إدارته، ووضع خارطة طريق خاصّة لتحقيق الهدف الملهم التارك للأثر الصالح. وبهذا يكون التحرّر من الألم والمعاناة والمرض ليكون الإنسان معمّرا صحيّا وسعيدا متوازنا مع مجريات الحياة بمرّها وحلوها.

ويمكن القول بأن هذه الفعالية المميزة والفريدة من نوعها تعتبر ضرورة لأنها تلبي أهم احتياجات الإنسان الحديث من الناحية النفسية والجسدية. هذا الإنسان الذي فقد أجزاء كبيرة من صحته نفسياً وجسدياً وبات يعاني الآلام المزمنة النفسية والمرضيّة. حيث تفتح هذه الفعالية آفاق الأمل أمامه من جديد في إمكانية عيش حياة سعيدة وهادئة وهانئة ومليئة بالصحة المتكاملة والمستدامة. وهو ما جعل القائمين على الفعالية بأن يولوا جل اهتمامهم لها لكونها متطلب أساسي لفهم الحياة الحقيقية التي يحتاجها كل بشري يعيش على وجه هذه الأرض.