معادلة فيروس كورونا بالمناعة الذاتية
هل هي مسألة مقاومة أم معادلة؟ سؤال علمي مفهومه عميق، فمن المتعارف عليه أنّ ما تقاوم وجوده فإنه يبقى، فالموجود في الوقت الراهن هو كوفيد-19 المسبب للأنفلونزا، وليس بجديد على العالم أن يسبب فيروسا من مجموعة الكورونا الأنفلونزا، ولكن كوفيد-19 هو الجديد لأنه ناتج عن تحوّر في الغلاف الخارجي لفيروس كورونا مسبب للسارس ...
هل هي مسألة مقاومة أم معادلة؟ سؤال علمي مفهومه
عميق، فمن المتعارف عليه أنّ ما تقاوم وجوده فإنه يبقى، فالموجود في الوقت الراهن
هو كوفيد-19 المسبب للأنفلونزا، وليس بجديد على العالم أن يسبب فيروسا من مجموعة
الكورونا الأنفلونزا، ولكن كوفيد-19 هو الجديد لأنه ناتج عن تحوّر في الغلاف
الخارجي لفيروس كورونا مسبب للسارس. وبتعريف مرض الأنفلونزا نجد أنه مرض معدي يصيب
الجهاز التنفسي، تكون أعراضه الحرارة المرتفعة وألم في الحلق وسيلان في الأنف،
صداع، ألم في المفاصل والعضلات، وشعور بالتعب. وتزيد نسبة الإصابة في الأنفلونزا
في الجو البارد، حيث أن الفيروسات بطبيعتها ليست بكائنات حية ولكنها أجسام أو كبسولات
حاملة لبرنامج الحياة، ما أن تدخل خلية حية فإنها تشغّل ذلك البرنامج بالسيطرة على
العمليات الحيوية، والتحكم في الجينات، لتوجيه و تجنيد آليات الخلية لنسخ و إنتاج
المزيد من الفيروسات، و ذلك ما يحدث عندما يدخل الفيروس في خلايا مجاري التنفس و
الرئتين حيث تتناسخ الأجسام الفيروسية في درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم، و
التي تكون موائمة في الجهاز التنفسي بحركة الهواء المستمرّة في الشهيق و الزفير في
الجو البارد.
بالنظر إلى الإصابات الحرجة وحالات الوفيات
بفيروس الكورونا، نجد أن أعلى النسب هي في المصابين بأمراض مزمنة، والعالم الآن
ينتظر العلاج واللقاح، ولا بأس في ذلك كله. ولكن علينا أن ننظر لجائحة الكورونا
بوعي أعمق، فأنفلونزا الكورونا تحمل رسالة اليقظة للبشرية جمعاء، حيث أن جسم
الإنسان معني بالصحة والسلامة، لأنه خلق للعمل والإبداع و الابتكار، خلق ليخدم
رسالة الإنسان الضمنية التي هي قيمته العليا الذاتية، بها يفعّل الإنسان التفكير الحقيقي
برؤيته لذاته من منطلق تلك القيمة العليا، عندها يرتفع وعي الإنسان بما يدور من
حوله بما في ذلك السلب و الإيجاب عن طريق إدارة عقله الذي هو مخزون الأفكار، مما
يجعل الجسد متوازنا و محققا للمقاييس الفسيولوجية التي عندها تتم العمليات الحيوية
بشكل صحيح.
ففاعلية المناعة تكون في جسد الإنسان المتوازن
ذاتيا، " فالجسد السليم من العقل السليم"، و إن كان هناك جسم غريب و
جديد داخل جسد ذلك الإنسان و ليست هناك ذاكرة مناعية لمعادلة سلبيّة الكوفيد-19، فإن الخلايا المناعية التائية الموجودة في
الأوعية الدموية للأغشية المخاطية المبطنة
للأنف و الفم و مجاري التنفّس، و التي هي من خلايا الدم البيضاء المشكّلة للجزء الرئيسي
من جهاز المناعة، فإنّ تلك الخلايا المتجولة تقوم بالكشف عن كوفيد-19، ثم مهاجمته
و إصدار اشارات استنفار للخلايا المحيطة للتصدي للجسم الغازي، و كذلك إفراز مواد
كيميائية كالإنترفيرون للحد من تناسخ و تفشّي الفيروس، و بنفس الوقت تكوّن الخلايا
المناعية ذاكرة للتصدي للكوفيد-19عند غزوه للجسم مرة أخرى. بعد ذلك يقوم بروتين
مناعي موجود أيضا في أوعية الأغشية المخاطية بغلق المستقبلات الموجودة على الغلاف
الخارجي للكوفيد-19 حتى لا يقوم بدوره بالهجوم على خلايا الدم المناعية.
ذلك ما يحدث في الجسد المتوازن لأنه يخدم
رسالته في الحياة التي أوجده الخالق عز وجل لأجلها. أما الذين عاشوا في برمجة التنشئة
والمجتمع بممارسة ما لا يعشقون من أجل الكسب المادي، فهم يعيشون في ألم ومعاناة
العقل اللاواعي، الذي يستجيب له الجسد بالإفراز المزمن لهرمون الإبينفرين مثلا مما
يقلل من فعّالية خلايا وبروتينات الدم المناعية، فيصبح غزو أجسادهم بالكوفيد-19 يسيرا.
فمقاومة الكوفيد-19 هو خوف وبعد عن الذات وإفراز للإبينفرين وبالتالي تدنّي في
فاعلية المناعة، أما ما يلزم الكوفيد-19 هو معادلة تتحقق بواسطة المناعة الذاتية
في أول دخوله إلى الجسد المفعّل بالروح، أي مفعّل بالرسالة الكونية المعنيّة
بالخلق.